Monday, 27 May 2013

العقـــــــل السليــم في الغـــــذاء السليــــم

أن الأغذية المختلفة التي نتناولها لا تؤثر على صحة وسلامة الجسم فقط بل لها تأثير أكبر على المخ، وفي أداء وظائفه، إلى درجة ارتباط الأداء العقلي والذهني الكامل بقيمة الغذاء الذي نتناوله وذلك لزيادة النشاط الحيوي الهائل للمخ
من هنا نستطيع القول : إن المعدة هي نقطة البداية لتحقيق صحة المخ غذائياً ، بشرط التوازن والتكامل بين الوجبات ، ويصل عددها لنحو 20 عنصر غذائياً تدخل في أغذية مثل البليلة ، والجزر ، والسمسم ، والمشمش ، واللح...وم ، وأسماك المكاريل. ومن المعروف إن المخ يحتاج إلى تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة السامة بسبب كثرة استهلاكه للأكسجين وزيادة عمليات الأكسدة الضارة لذلك فالأغذية الغنية طبيعياً بمضادات الأكسدة تحمي المخ ، ومن أهمها فيتامين ( أ ) المتوافر في الكبده ، 

والبيض ، واللبن ، وكذلك البيتاكاروتين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين ( أ ) ، ويتواجد بكثرة في الجزر والمانجو والمشمش والكنتالوب والجرجير والبطاطا الصفراء ، وكذلك فيتامين ( هـ ) الذي يوجد في الحبوب الكاملة مثل البليلة ، وفي البذور الزيتية مثل السمسم وعباد الشمس والذرة والفول السوداني ، بالإضافة إلى أسماك الماكريل والسالمون وغيرها ونظراً لقوة تأثير 

فيتامين ( ج ) كمضاد لعمليات الأكسدة يجب الاهتمام بتناول الأغذية الطازجة الغنية به مثل البرتقال ، والطماطم ، والفلفل الأخضر ، والبطيخ ، كما أن فيتامين ( ج ) يمنع انحلال فيتامين ( هـ ) المضاد للأكسدة مما يزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأكسدة الضارة بالمخ ، ويتميز أيضاً المكون الغذائي " السيلينيوم " بالحفاظ على فيتامين ( هـ ) في الجسم فتزداد قدرة المخ ، ولذلك ينصح خبراء التغذية بالحرص على الأغذية التي تحتوي عليه مثل صفار البيض ، والثوم ، والبصل الطازج ، والعدس ، وزيت 

الزيتون ، ومن هذه المضادات أيضاً مادة " فايتو الفينولات " الموجودة طبيعياً في أوراق الشاي الأخضر والأسمر ، وكذلك مركب الجلوثاثيون الذي يحتوي عليه الخوخ ، والبامية ، والبطاطس والرجلة ، بالإضافة للتوابل والأعشاب الغذائية مثل أوراق الريحان والزعتر والبردقوش ،والكمون ، والحبهان نمو الجهاز العصبي ويؤكد الدكتورمجدي نزيه أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية 

على حاجة المخ إلى الحصول على مجموعة فيتامينات ( ب ) المركب من أجل التطور الطبيعي للجهاز العصبي المركزي ، ونقل النبضات العصبية ، إلى جانب انفراد الطاقة في الخلايا ، ولذلك فإن عدم تناول الأغذية الغنية بها لمدة طويلة يؤدي إلى انخفاض قدرة الأداء الذهني ، وضعف الذاكرة ، ويأتي على رأس هذه المجموعة فيتامين الكولين الذي يعتبر جزءاً من تركيب الموصل 

العصبي المسئول عن الذاكرة ، ويتواجد بوفرة في صفار البيض ، وفي البقول ، واللحوم ، وكذلك فيتامين الثيامين ( ب1) الذي ينظم إنتاج وانفراد الطاقة في الخلايا ، ويتركز في الكبده والبليلة ، بالإضافة لفيتامين حمض الفوليك نظراً لأهميته الحيوية في الحفاظ على وجود الموصل العصبي " بيروتوني " الذي يقوم المخ بتصنيعه مما يساعد على سلامة المخ ، ولذا ينصح بتناول 

الأغذية الغنية به ومنها العدس ، واللوبيا الجافة المطبوخة ، والبنجر ، والفول المدمس ، فضلاً عن الدور الهام لفيتامين ( ب6 ) في إتمام التفاعلات الحيوية للكيميائيات التي يحتاجها الجسم في اتصالات الخلايا العصبية ، ولهذا يجب أن يتضمن نظام التغذية الصحية للمخ الأغذية التي تمده بهذا الفيتامين مثل الموز والبطيخ والبطاطا وأسماك السالمون ، بل يمكن ضمان حصول الجسم على تكامل مجموعة فيتامينات ( ب ) المركب الضرورية في التغذية الصحية من خلال أكل الكبد البقري الذي يحتوي على هذه 

الفيتامينات الهامة تنظيم الوجبات ويرى الدكتور نزيه أنه لابد من مراعاة بعض الاعتبارات الهامة التي من شأنها تدعيم العمليات الحيوية الخاصة بالنشاط الذهني مثل تنظيم كميات ومواعيد تناول الوجبات ، وتجنب الإفراط في المياه الغازية خاصة بمصاحبة الوجبات ، أما عن الأغذية الضرورية لرفع كفاءة المخ يجب تناول الأنواع الغنية بالحديد ، فهو الذي ينقل الأكسجين إلى الخلايا ، ويساعد على سهولة عمل الموصل العصبي " دوبامين " ، ويوجد في البيض ، والكلاوي ، واللحوم ، وأيضاً ينبغي الاهتمام 

بالأغذية التي تحتوي على عنصر الزنك ، لأنه يساهم في إنتاج أكثر من 300 إنزيم في الجسم يعمل العديد منها في المخ ، ولذا فتناول اللوز ، والبندق ، وعين الجمل هام للمخ لوجود الزنك بها ، كما يجب الإشارة إلى الدور الحيوي لأنواع الأغذية التي تشتمل على العناصر المعدنية مثل الكالسيوم ، والمغنيسيوم ، والمنجنيز نظراً لأهمية تلك العناصر في انتقال النبضات العصبية ، ومن هذه الأغذية الفول السوداني، الكبده ، والألبان ، بالإضافة للأطعمة الغنية بالنحاس الذي يساعد على تكوين كرات الدم الحمراء 

لما لها من أهمية كبرى للجسم ، حيث الوقاية من الأنيميا وما يترتب على ذلك من مضاعفات ، وكذلك " البورون " الذي يؤثر 

على حركة الكالسيوم إلى الخلايا العصبية ، ويتوافران في اللوبيا الجافة ، وحمص الشام ، والعدس ، إلى جانب المكونات الدهنية التي تلعب دوراً هاماً في تكوين أغشية الخلايا العصبية ، وتوجد تلك المكونات في بذور الكتان ، وزيتها الحار ، والتونة ، وخضار الرجلة اليود ضروري للأطفال ويضيف الدكتور نزيه أن الدراسات الحديثة أكدت على أهمية تناول الأغذية التي يتوافر به عنصر اليود لتفادي أضرار نقصه على المخ وأداءه الذهني ، وبخاصة بالنسبة للمواليد وصغار السن ، ورغم أنه موجود في الفراولة ، 

والبصل ، والفجل وغير ذلك ، إلا أن هناك اتجاهات أخرى لتعويض نقصه في الجسم بتدعيم بعض المنتجات الغذائية به مثل الملح المدعم باليود ، بل تم الاتجاه إلى رفع مستويات اليود في التربة الزراعية التي تعاني من انخفاض نسبته فيها ، وقد قامت الصين بتجربة رائدة في هذا المجال ، بإضافة " أيودات " البوتاسيوم إلى ماء الري مما أعطى نتائج مشجعة ، وفي هذه التجربة تم تنقيط محلول 5% من أيودات البوتاسيوم إلى قناة ري لزيادة محتوى اليود فيها من 1ميكروجرام في اللتر إلى نسبة تتراوح ما بين 

10-20 ميكروجرام ، وبعد انتهاء الموسم الزراعي الأول تضاعف مستوى اليود في التربة الزراعية بمعدل 4مرات ، وزاد في المحاصيل الناتجة منها بمعدل 3 أضعاف ، كما زاد بنفس النسبة محتوى اليود في حيوانات هذه المزرعة ، أما بالنسبة للمستهلك المقيم في هذه المنطقة ، ارتفعت النسبة في جسمه مرتين ونصف تقريباً ، وهو المستوى الكافي لمنع أضرار نقص اليود على قدرة الأداء الذهني ، وظلت مستويات اليود مرتفعة لمدة عام ثم أعيد تدعيمها به ، وعند حساب تكلفة هذه التجربة وجد أنها تقل 

كثيراً عن إضافة اليود إلى ملح الطعام ، كما ظهرت زيادة في إنتاج الغنام بالمزرعة بنسبة لا تقل عن 15% مما يحقق عائداً اقتصادياً ، وهذا يعني أن إضافة اليود للتربة الزراعية يعتبر اتجاها عملياً واقتصادياً ، فضلاً عن تأثيراته الصحية في حماية المخ من أضرار نقصه داخل الوجبة الغذائية نصائح تهمك وهناك أربعة عوامل ضرورية تتكامل مع التغذية الصحية للمحافظة على 

شباب وحيوية المخ ، وهو ما يحقق بالتالي تأثيرات مرغوبة على الحالة الصحية العامة للجسم ، وأول هذه العوامل ضرورة التخلص بقدر الإمكان من أسباب القلق والإجهاد ، لأن الهرمونات التي يفرزها الجسم خلالهما ، تسبب تأثير مدمر على الخلايا العصبية ، ثانياً : ممارسة التمرينات البدنية يومياً ، والتي من أبسط صورها المشي ، وذلك لزيادة نشاط الدورة الدموية بالمخ مما 

يحافظ على كفاءة الأداء الذهني ، ثالثاً : تفادي التعرض للكيميائيات السامة سواء في بيئة العمل أو المنزل لأنها تدمر المخ ، ومن أخطرها دخان السجائر أو الشيشة وملوثات الهواء ، رابعاً : ضرورة استخدام المخ بصورة دائمة حتى لو كان ذلك في حل الكلمات المتقاطعة بالصحف وهذا ما أكدته الدراسات الحديثة

 

0 تعليقات