كُتِبَ على ابني عامر أن يغير مكان دراسته باستمرار كما قُدِّرِ على
والده أن يغير مكان عمله، فأنا كولي أمر لا أحبذ بالتأكيد تغيير أماكن الدراسة لأن
ذلك من شأنه أن ينعكس سلبا على التلميذ ومستواه الدراسي، علاوة على التبعات المادية الإضافية لهذا التغيير المتمثلة بقيمة الأزياء المدرسية الجديدة والمقررات الدراسية وغيرها
لمن يتذكر التدوينة التي كتبتها قبل سنتين فالتغيير هذه المرة كان أيضا شر لا بد منه، تغيير من باب “مجبر أخاك لا بطر”، فالمؤشرات كانت إيجابية جدا في تلك المدرسة والتي كانت في تلك الفترة قد باشرت عامها الدراسي الأول، ولكن سرعان ما تحولت تلك المؤشرات الإيجابية إلى مؤشرات سلبية في العام الذي يليه، تمثل ذلك في مجموعة من التخبطات الإدارية أولها التغيرات المستمرة للطاقم التدرييسي قبل أن يطال التغيير في مرحلة لاحقة طاقم الإدارة نفسها وهو ما انعكس بالسلب على مستوى الطلبة ونوعية التعليم في المدرسة، آثرت معها اتخاذ مبدأ السلامة و نقله إلى مدرسة أخرى مستفيدا من تجارب الماضي.
المبنى الخارجي.. المناهج الأجنبية.. المرافق الدراسية كلها أمور لا تهمني كثيرا بقدر ما يهمني أن توفر المدرسة التي يدرس فيها ابني بيئة تربوية صحية صالحة تحسسني بالأمان والاطمئنان، فما فائدة المنهج الدراسي القوي إذا ما افتقدت القيم التربوية الأصيلة التي من شأنها أن تصنع شخصية الطفل؟
أتألم كثيرا عندما أصادف بعض أولياء الأمور ممن يتفاخرون بإلحاق أبنائهم في مدارس خاصة أجنبية وذلك رغبة في أن يحصل أبناؤهم على تعليم ذو جودة عالية وهو حق مشروع بلاشك، وقد كنت أحدهم في فترة من الفترات عندما ألحقت عامر بالمدرسة الأولى وهي خطوة أعترف أنني أخطأت فيها خطأ فادحا ولو عاد الزمان بي إلى الوراء لما قمت بإلحاقه فيها ولو مجانا، ولكن عزائي أنني نجحت في تدارك الموقف قبل فوات الأوانإلا أنني أرجو أن يغفر لي عامر سلسلة التجارب التعليمية التي أقحمته فيها بدون ذنب اقترفه ولا مغرم!
أختم تدوينتي هذه بنصيحة لكي ولي أمر أن يتريث في اختيار المدرسة قبل أن يتخذ قرارا بتسجيل أبنائه فيها وذلك بعد أن يقلب الموضوع على جميع أوجهه، فالأغلى رسوما ليست بالضرورة أن تكون الأقوى و التي تتباهى بتبنيها لمناهج أجنبية لا يعطيها أفضلية كبيرة على غيرها، المعيار الأساسي بالنسبة لي هو قدرة المدرسة على توفير بيئة صحية للطالب تحغزه على الابداع، فالتعليم لا يقتصر داحل أسوار المدرسة فقط بل هي منظومة متكاملة تتداخل فيها عدة أطراف، المدرسة ليست سوى طرف واحد منهاإلا أنه طرف أساسي بالتأكيد.
0 تعليقات
أضف تعليق