Tuesday, 7 May 2013

تحسين حياة الناس

وكان أن حدث ذات يوم وبينما أشاهد برنامج وثائقيا على قناة فضائية اقتصادية أمريكية، يحكي عن شركة جوجل وخدماتها، أن تحدث المتحدث عن برنامج أرض جوجل أو جوجل ايرث، كيف يعمل وما فائدته، ثم استفاض المتحدث في شرح الهدف الأول من وراء مثل هذا التطبيق تحديدا، ألا وهو تسهيل حياة الناس والمستخدمين، وتحسينها والإضافة إليها، وسرد العديد من الأمثلة الفعلية لمستفيدين من خدمات هذا التطبيق.

 

ثم كان أن مر على محدثكم رابط مقالة تتحدث عن فتاة أسترالية صغيرة السن، وكيف أنها استفادت من استخدامها جهاز الآيباد اللوحي من شركة ابل الأمريكية، والذي يسّر و سهـّل للصغيرة مذاكرة دروسها رغم نظرها الضعيف منذ الولادة، بفضل قدرتها على تكبير الخط المعروض على شاشة الآيباد، الأمر الذي ساعد مدرسيها على التعاطي مع مرضها بسهولة، وساعدها على التجاوب مع زملائها في الفصل الدراسي. بعدما لمست والدتها هذا الأثر الطيب للآيباد على حياة ابنتها، أرسلت رسالة شكر بالبريد الإلكتروني إلى ستيف جوبز كبير ابل.

أشكرك لمشاركتك تجربتك معي. هل تمانعين في أن أقرأها على 100 من كبار القادة في شركة ابل؟” سأل ستيف جوبز في معرض رده الوجيز على رسالتها.

إنه حديث الأشجان، فتطبيق جوجل يهدف لتسهيل تحديد المواقع على كوكب الأرض لكل البشر، وما بيع الإعلانات في طياته إلا وسيلة لتمويل التكاليف الضخمة لمشروع إنساني عالمي مثل هذا. يصف الكثيرون ستيف جوبز بالمجنون والمتسلط والمتمسك بأشياء غير ذات قيمة، لكن حين تقرأ تلك القصص المروية عنه وعن طلباته الصعبة، تجدها كلها تصب في شيء واحد: تسهيل تجربة استخدام منتجات شركته من قبل المستخدم العادي التقليدي. لا تفهم كلامي على أن الرجل بلا أخطاء، لكني مؤمن أنه لولاه لكنا أسرى في قبضة منتجات تؤمن بتكرار كل ما سبق ونجح، والبعد عن تجربة جديد قد يفشل ويجلب الخسائر، وقد ينجح ويجعل حياة الناس أسهل وأحسن وأفضل.
في عالم اليوم، أظن – والله أعلم – أن السبيل الوحيد للنجاة في حلبة التنافس الدموي الحالي، هو الاهتمام في المقام الأول بالمستخدم وتسهيل وتحسين حياته وتجربته مع المنتج. غالبية المسوقين والبائعين سيقسمون أن منتجاتهم كذلك، لكن المشكلة أن رأيهم هذا مصدره رغبتهم في الحفاظ على وظيفتهم، وليذهب المشتري إلى أسفل سافلين. قلة قليلة من تجدها تضع المستخدم والعميل والمشتري في المقام الأول، قبل الربح. كن منهم ومعهم.

المشتري والمستخدم والعميل، في عالم اليوم، كل هؤلاء لديهم شبكة انترنت (بجانب وسائل الاتصال الأخرى) تنقل لهم نتاج خبرات أقرانهم الذين جربوا الشراء والاستخدام، وتكفي صفحة واحدة على انترنت تحكي عن تجربة شراء سلبية لتكون سببا في هروب عملاء محتملين.

على الجانب الآخر، تكفي صفحة واحدة على انترنت، يحكي صاحبها كيف استفاد من منتج في تحسين مستوى حياته وتسهيلها، لتكون سببا في الفوز بالعديد من العملاء الدائمين. كن من هؤلاء، لو أردت أن تخرج من هذه المدونة بنصيحة وحيدة، هذه هي. اجعل منتجك يضيف إلى حياة المستخدم، يجعلها أسهل وأفضل وأكثر إنتاجية وتوفيرا، واقل تعبا وإرهاقا وتكلفة.

عني، أجدني حققت هذه الخطوة في كتبي التي وفرتها للتنزيل المجاني، ولا شيء يدخل السرور على قلبي مثل رسائل القراء الذين التهموا كتبي بسرعة وارتفعت معنوياتهم وساعدتهم على تخطي صعاب الحياة، وابتسموا بعد طول العبوس، وخرجوا لتنفيذ أفضل ما قرؤوه في حياتهم.

فماذا عنك قارئي العزيز؟

0 تعليقات