Friday, 18 January 2013

بصبصة بريئة

جلست في ذلك المقهى مستمتعاً بتجربتي الأولى الجميلة قبل أن ألمح وجهاً مألوفاً دخل إلى المكان اتخذ له مكاناً إلى طاولة قريبة منا، منذ الوهلة الأولى عرفت هوية صاحب ذلك الوجه وبالأحرى (صاحبته) بعد إضافة تاء التأنيث، فأحمد الله أن ذاكرتي التصويرية مازالت تتمتع
بلياقتها في حين ذلك الجزء المرتبط بالأسماء يحتاج إلى عمليات إنعاش مستمرة!
آثرت التزام الصمت المغلف (بالاستهبال) فالافصاح عن الاسم سوف يجر عليّ ويلات ومصائب أنا في غنى عنها، فمازلت أذكر عمليات التحقيق (المخابراتية) التي أُجريِت معي إثر موقف مشابه عندما (تلاقفت) وصرحت باسم تلك المغنية التي كانت في بدايات سلم الشهرة في تلك الفترة.
تظاهرت بالانشغال في إكمال قطعة الجاتوه وارتشاف رشفات من مشروبي الساخن، وأنا أختلس نظرات «بريئة» نحو تلك الشخصية الفنية الخليجية المعروفة والتي تألقت في دور الفتاة الجميلة الشريرة في ثلاث مسلسلات مختلفة عرضت في رمضان الماضي، كانت تجلس برفقة شخص لم تنجح ذاكرتي الفوتوغرافية في تحديد هويته، ولكن ما هي إلا لحظات وإذ بشاب خليجي يافع أقبل يستأذنها في أن تسمح له بالتقاط صور تذكارية بواسطة الآيفون.
تمنيت لو أنني أمتلك جرأة ذلك المعجب الصغير ولبرهة تخيلت نفسي مكانه (ومن منا لا يتمنى ذلك!) فصورة واحدة لي مع تلك الفنانة الملغمة بالبوتيكس من جميع النواحي مقترنة بمانشيت عريض منشور على غلاف إحدى المجلات سيكون كافياً لكي أدخل أبواب الشهرة من أوسع أبوابه، وخبر مفبرك بواسطة صحافي معدوم الضمير يلمح إلى علاقة خطوبة أو زواج أو.. (لا يروح فكركم بعيد) سيضمن لي حضور دائم على (التايم لاين) و«هاش تاق» ثابت لأيام وأسابيع على تويتر على غرار الهاش تاق الذي انتشر أخيراً (#خطبة بلقيس_ هزازي)!
أفقت من تخيلاتي على وقع قرصة أصابت جانبي الأيمن بفتور لمدة أسبوع من تاريخه، والنادلة واقفة على رأسي وبيدها فاتورة الحساب راسمة على وجهها ابتسامة شامتة، خرجت من المقهى أجر أذيال الخيبة، وصاحبنا مازال يلتقط الصور مع الفنانة وهو وهي يبتسمان!
لا أتذكر بالضبط ما الذي حصل لي بعد ذلك، كل ما أتذكره هو علامة زرقاء مازالت آثارها موجودة على جانبي الأيمن، هناك أيضاً علامة أخرى مشابهة لكنني لا أستطيع أن أجزم بمصدرها!

0 تعليقات