أحقد على ذلك الصديق الذي يكلف (دريوله) يومياً بأن يأتي
مبكراً ليحجز له (باركنج) عند المدخل، في حين أصل أنا من (الغبشة) ولا أجد موقفاً
إلا عند (جلعة إبليس)، وسباق 3000 متر حواجز لا ينتهي إلا بلحظة ضرب (الكرت)
ممهوراً ببصمة السبابة الكريمة.المشهد الصباحي اليومي المعتاد هو كالتالي، مجموعات متفرقة من السيارات متوزعة في أنحاء مختلفة، وأعين (تتحرقص) بحثاً عن خيال بني آدم يتمشى حاملاً لمفتاح أو أي شيء لماع يشير إلى امتلاكه لسيارة. مجموعة من (الفلول) تنطلق بسرعة نحو موقع الهدف، مناوشات خفيفة تتطور في بعض الأحيان إلى (ملاسنات)..
النتيجة محسومة سلفاً لذلك البلطجي (راعي الفتك)، لكن موازين القوى تتغير مع إطلالة (راعية الرنج) التي تطنش الكل وتستولي على المكان! يتراجع (خوياء شما) إلى مواقعهم السابقة ليتكرر السيناريو من جديد.
قمة الإحباط عندما تكتشف أن ذلك الطيب الذي كان يتبختر في مشيته (بركن) سيارته وخلص، اللئيم يستدرجك لكي تتبعه من أول الموقف إلى آخره قبل أن يلوح لك بتذكرة المواقف.
صديقي راعي الدريول (وهو بالمناسبة دكتور) لا يسلم بدوره من بعض المنغصات التي يتهمني بأن لي يداً فيها! فذات مرة أتاني شاكياً راعي (السي إل كوبيه) أصر على أن لا يتزحزح من مكانه خلف السيارة بحجة أنه (من سبق لبق). ومرة حكى لي قصته مع إحداهن رفضت أن تنزل الدريشة ليشرح لها السالفة ظناً منها أنه يريد أن يرقمها على الصبح! في النهاية طلب من الدريول أن يوقف السيارة بعيداً عن المدخل، وبالمرة اتقاء لأعين الحساد.
المسألة تعتمد على الحظ بشكل كبير، وهل صليت الفجر جماعة في المسجد أم بعد الشروق، لكن بعض التخطيط المسبق ومراقبة عادات سكان المنطقة كمعرفة مواعيد استيقاظهم من النوم ومدة (الشاور) وتوقيت خروجهم من بيوتهم سيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد.
سوالف يومية مضحكة ومبكية، أشار علي أحد البائسين أن أجمعها بين دفتي كتاب مقترحاً مجموعة من العناوين البراقة كـ (نزهة الألباب للحصول على باركنج عند الباب) أو (دليل الحافي على موقف فاضي)!
تظل هذه المشكلة بسيطة في مقابل مشكلتي الأخرى الأزلية وهي تطبيق (الفروخة) مع الكندورة وذلك (الغلس) قوي الملاحظة الذي (يفشلني) أمام الزملاء إذا ما لاحظ فارق اللون!!
0 تعليقات
أضف تعليق