البكاء
من الأمور الطبيعية التي يقوم بها الإنسان عند تعرضه لحالات ومواقف نفسية معينة، وهو
انفجار يحدث داخل جسم الإنسان نتيجة بعض الضغوط أو المشكلات التي قد تواجهه, هذا الانفجار
إما أن يظهر ويخرج بشكل دموع وإما أن يكبته الشخص في داخله فيتحول إلى حسرات وآهات
قد تؤدي في النهاية إلى دمار الصحة وهلاكها.
البكاء
مفيد لصحتنا النفسية والعاطفية ومن الخطأ أن نكبت رغبتنا في البكاء إذا واجهتنا ظروف
تستدعي ذلك, والدموع تقوم بالفعل بتنظيف أعيننا وتلعب دوراً حيوياً ومهماً في التخفيف
من التوتر النفسي الذي يمكن أن يتسبب في تفاقم بعض الأمراض مثل قرحة المعدة وارتفاع
ضغط الدم.
ومن
المعروف أن المرأة تبكي أربعة أضعاف الرجل ويرجع سبب ذلك إلى أن المرأة لديها غدد
دمعية أكبر حجماً من الرجل, والأهم من ذلك أنه لا يزال من المقبول أن تظهر المرأة عواطفها
أو تبكي بينما يتعلم الأولاد منذ سن مبكرة أن البكاء يعني فقدان السيطرة على النفس
وأنه عيب بالنسبة للرجل فينمو الطفل وهو قادر تدريجياً على فصل نفسه عن عواطفه.
ويجب
علينا أن ننسى نظرة المجتمع حول مسألة الدموع فالبكاء ليس عيباً أو خطأ كما أنه
ليست هناك حاجة لأن نكون أقوياء طوال الوقت أو نحرم أنفسنا من عملية ذرف الدموع الطبيعية
العاطفية والصحية ويعبر البكاء عن فيض المشاعر حزناً أو فرحاً عند الإنسان، فالبكاء
سمة طبيعية فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها.
ظاهرة
بكاء الإنسان في مختلف مراحل نموه، هي ظاهرة طبيعية مئة بالمئة وكل ما هو طبيعي أو
فطري غالباً ما يكون صحياً, فبكاء الطفل يجب أن يقدس ويحترم كاحترام ضحكه وكاحترام
الاستجابة لأوامر الأسرة فهو تعبير عن انفعالاته وغضبه واحتياجاته أو ألمه وقد تبين
أن عدم التنفيس عن الانفعالات عند الآباء والأطفال يصيبهم بأمراض القلب.
أما
بكاء الفتيات المراهقات فيتم التعامل معه بالحوار البناء والإقناع ويتوقف على درجة
الثقافة والتعليم الذي تكتسبه الأسرة والمستوى الفكري للأبوين والبيئة المحيطة بهم
فالفتاة في هذه السن تكون أكثر إحساساً وتتفاوت درجات الضعف والقوة بحيث هناك أشياء
تحزن فتاة بينما الأخرى لا يؤثر فيها هذا الحزن أو العكس ومن ثم فلابد من توضيح الرؤية
للأولاد والفتيات المراهقات بأن البكاء ليس هو الوسيلة الفاعلة لتحقيق الأهداف لأنه
أسلوب غير مقبول ويضر بشخصية الإنسان.
أما
كبار السن فهم أولى بالرعاية والاهتمام خاصة في مرحلة الشيخوخة فهم ينفعلون ويبكون
ويحزنون لأقل الأمور لأنهم يشعرون في هذه السن بأنهم ليس لهم دور في حياة أحفادهم وكثيراً
ما يشعرون بالوحدة بعد انتقال أبنائهم والانفراد بحياتهم وهم في حاجة لمشاعر الرحمة
والود والحب من هؤلاء الأبناء وقد يخفي البعض منهم دموعه خوفاً من أن يقال بأنه ضعيف
ولكن من المؤكد أن مشاعرهم رقيقة وتتأثر بدرجة سريعة ولابد من اندماجهم مع المجتمع
حتى لا يتعرضوا لحالات نفسية واكتئابية عديدة
0 تعليقات
أضف تعليق